الفوركس هي اختصار للمصطلح الاقتصادي "Foreign Exchange Market
" أي التداول في أسواق
المال الأجنبية.
ويتعامل فيه عدد هائل من البنوك والأفراد والمؤسسات الإستثمارية، ويتميز
عالم الفوركس باللامركزية حيث لا يوجد فيه حدود جغرافية ويثتم التعامل به
إلكترونيا نظرا للعدد الهائل من المتعاملين فى الفوركس.
ويتميز سوق الفوركس عن باقى أسواق المال بأنه يعمل لمدة 24 ساعة طوال خمسة
أيام على مدار الأسبوع، والسبب فى ذلك هو إختلاف التوقيت بين دول العالم، ويتم
تحديد ميعاد جلسات الدول المشاركة فى سوق الفوركس طبقا لتوقيت جرينتش.
ومن اهم الأسباب التى أدت إلى إزدهار تجارة الفوركس فى الفترة الأخيرة هو
نشاط حركة التجارة العالمية بين الدول عن طريق الإستيراد والتصدير، وبالتالى نشأت
حاجة كل دولة إلى عملة الدولة الأخرى التى سيتم المبادلة معها.
وعلى الرغم من نشاط حركة التجارة العالمية إلا أن ذلك السبب لا يعد السبب
الوحيد لإزدهار تجارة العملات، ولكن يعتبر الدافع لتحقيق أرباح وتقلب أسعار
الفوائد التى تحددها البنوك وتأثر إرتفاعها وإنخفاضها بدول أخرى، هو السبب الرئيسى
لتبادل العملات فى الفترة الحالية، وساعد على ذلك التطور التكنولوجى.
ومن أهم ما يميز سوق الفوركس هو السرعة فى التنفيذ، حيث أن تنفيذ الأوامر
يتم بصورة لحظية، وبسبب العد الهائل للمتعاملين فى هذا السوق فلا يمكن التلاعب
بالبيانات بصورة أو بأخرى، كما يمكن المتاجرة فى الهبوط والصعود بالإضافة إلى
الروافع المالية.
الأسواق الرئيسية التى تتعامل فى سوق الفوركس ويتم بها أحجام ضخمة لتداول
العملات هى سوق طوكيو – لندن – نيويورك.
ويعتبر الإنتربنك من أهم وأكبر المتعاملين فى سوق الفوركس حيث يقوم بتنظيم
حركة التداولات المالية للأسواق والمستثمرين حيث يضم أكثر من 2000 من البنوك
التجارية والإستثمارية والمؤسسات التى تحدد أسعار العرض والطلب مثل صناديق
الإستثمار، شركات إدارة الإستثمارات، شركات الوساطة وكذلك صناديق التحوط.
وعند النظر إلى التطور الذى شهده سوق الفوركس، سنجد أنه مر بعدد من المراحل
التى بدأت مع ظهور التجارة، وإن كان ليس بالصورة المتعارف عليها حاليا، فإن الفكرة
فى نظام الفوركس هى مبادلة عملة بأخرى ومع بداية التجارة كان هناك نظام المقايضة
وهو مبادلة سلعة بأخرى.
ومع تطور الحياة وتطور المعاملات التجارية بين الأفراد والبلدان، أصبح من
الصعب إستخدام نظام المقايضة ونشأت الحاجة لظور العملات البدائية التى تعبر عن كل
دولة. وعندما لم يحقق هذا النظام الغرض المطلوب، ظهر معيار الذهب، وهو إصدار
النقود على أن تمتلك الدولة المصدرة غطاء من الذهب يغطى قيمة النقود المصدرة أو
يعادلها. ومع الكساد الإقتصادى الذى شهده العالم إنهار هذا النظام، وخاصة بعد
إنهيار إتفاقية بريتون وودز، ليأتى النظام الجديد القائمعلى تعويم العملة وسعر
الصرف وينشأ معه الفوركس بصورته الحالية.
وفى نظام الفوركس يوجد عدد من العملات التى يتم التعامل بها ومبادلتها
بنظام الأزواج، وهى الدولار الأمريكى، اليورو الأوروبى، الجنية الإسترلينى، الين
اليابانى، الفرنك السويسرى، الدولار الكندى، الدولار النيوزيلندى، والدولار
الأسترالى.
وتنقسم الأزواج التى يتم تداولها إلى ثلاثة أنواع .. الأزواج الرئيسية،
الأزواج الفرعية أو الثانوية، والأزواج التقاطعية. ولكل نوع خصائص محددة، ويعتبر
الدولار الأمريكى هو الأساس فى الأزواج الرئيسية حيث يكون دائما هو العملة الأهم
أو الرئيسية وسيد الموقف بالنسبة لباقى العملات على مستوى العالم حيث يتم احتساب
نسبة الربح أو الخسارة بناءا على سعر الدولار.