الاثنين، 23 سبتمبر 2013

إتفاقية بريتون وودز





قبل الخوض فى الحديث عن إتفاقية بريتون وودز لابد من النظر إلى النظام التجارى والأحوال الإقتصادية التى قادت إليها، فمع بداية الحياة الإقتصادية بمفهومها المصغر إستخدم فى البداية نظام المقايضة .. وهو مبادلة سلعة بأخرى، ولكن مع التوسع فى الحياة الإقتصادية وزيادة المتطلبات اليومية بالإضافة إلى نقص الموارد الطبيعية أصبح نظام المقايضة صعب للحياة الإقتصادية، وقد دفع ذلك المتعاملين فى الحياة اليومية إلى إيجاد وسيلة أسهل وأسرع للتعاملات الإقتصادية، وكانت تلك البداية لنشأة النقود.


فى بداية التجارة لجأ الناس إلى إستخدام أشكال مأخوذة من الطبيعة مثل القواقع وأسنان الحيوانات والأحجار الكريمة كوسيلة للتبادل وبعد فترة إستبدلت تلك الأدوات والأشكال بالذهب والفضة ومع إستمرار تطور الحياة الإقتصادية والتجارة بين الدول أصبحت عملية نقل السبائك الذهبية والفضية بها خطورة كبيرة نظرا لتعرضها للسرقة، مما أدى إلى التطور من السبائك الفضية والذهبية إلى النقود الورقية حيث أن كل ورقة نقدية تعبر عن قيمة معينة من الذهب، وهذه الورقة النقدية تعطى لصاحبها الحق فى الحصول على قيمة تلك الورقة من الذهب، وقد عرف هذا المعيار بإسم "معيار الذهب".
وكانت البنوك المركزية قبل الحرب العالمية الأولى تمنع إستبدال النقود الورقية بالذهب، وبالتالى بدأت البنوك فى طباعة النقود الورقية دون أن يكون لها غطاء من الذهب، مما ادى إلى حدوث تضخم وإرتفاع هائل فى الأسعار. ومع قيام الحرب العالمية الأولى فشلت الإقتصادات فى تغطية ماتم إصداره من النقود الورقية نظرا لصعوبة تبادل الذهب وإنتقاله بسبب ظروف الحرب. وجاء الكساد الكبير فى عام 1923  وتلا ذلك فترة الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تشوه الإقتصاد العالمى وكان لابد من وجود بديل لحل تلك الأزمة.

إتفاقية بريتون وودز:

يرجع أصل تسمية الإتفاقية بهذا الإسم إلى المكان الذى عقدت فيه ... ولاية نيوهامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد انعقدت من يوم 1 إلى 22 يوليو 1944  ، وقد حضر ممثلين لأربعة وأربعين دولة، ومن الجدير بالذكر أن الإقتصاد الأمريكى لم يتضرر بعد الحرب مثل الإقتصاد الإنجليزى. ولذلك تم تثبيت أسعار صرف بقية العملات أمام الدولار الأمريكى بمعدلات ثابتة لكل عملة، وكان يحق للبنوك المركزية التدخل للتعديل فى سعر صرف عملاتها بنسبة تزيد عن 1% من قيمتها صعودا وهبوطا، وبذلك انتهى الربط بين العملات المصدره والذهب.
وكان الهدف الأساسى من تلك الإتفاقية هو ترميم الإقتصاد العالمى بعد الحرب وتحقيق الإستقرار فى أسعار الصرف والسيطرة على التضخم فى الأسعار وإعادة إعمار أوروبا حيث أنها كانت المتضرر الأول من الحرب.

إنهيار إتفاقية بريتون وودز:

من الأسباب الأساسيةاتى ادت إلى أنهيار الإتفاقية هو حدوث عجز فى الميزان التجارى الأمريكى بسبب حرب فيتنام وحدوث أزمة إقتصادية فى عهد الرئيس الأمريكى جونسون. وعقب إنتخاب الرئيس نيكسون، قام بفك إرتباط الذهب بالدولار وبالتالى القضاء على معدلات الصرف الثابتة.

أهم نتائج إتفاقية بريتون وودز:

1- إنهاء ربط إصدار العملات بالذهب، وبالتالى إنتهاء معيار الذهب.
2- إنشاء صندوق النقد الدولى.
3- هيمنة الإقتصاد الأمريكى على مجريات الحياة الإقتصادية بعد تثبيت أسعار العملات أمام الدولار.



تعلم الفوركس

تعلم الفوركس